كيفية صلاة تحية المسجد
تحية المسجد هي السنة التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم عند دخوله إلى المسجد، وهي صلاة ركعتين تُصلى في حالة دخول الشخص المسجد ولم يكن قد صلى صلاة فريضة، وذلك كما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. في هذا المقال، سنتناول طريقة صلاة تحية المسجد، وحكمها، وأحكامها، وبعض الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها المسلم من أداء هذه السنة.
مفهوم صلاة تحية المسجد
صلاة تحية المسجد هي صلاة غير مفروضة، لكنها سنة مؤكدة، وتؤدى عند دخول المسلم إلى المسجد، وهي تهدف إلى تعظيم المكان الذي يتوجه إليه المسلم. فهي بمثابة تكريم للمسجد الذي يعد بيت الله، حيث يُستحب أن يصلي المسلم عند دخوله بدون تضييع وقت، ولا ينتظر حتى ينشغل عن ذلك. تُعد هذه الصلاة من السنن المستحبة التي تعزز من تفاعل المسلم مع بيئة المسجد.
تعتبر صلاة تحية المسجد بمثابة استقبالية للمكان المقدس الذي دخل فيه المسلم، وهي تبين مدى احترام المؤمن لهذا المكان وأهميته. من خلال هذه الصلاة يُذكر المسلم بركن العبادة الأساسية، وهي الصلاة.
حكم صلاة تحية المسجد
أجمع علماء الأمة على أن صلاة تحية المسجد هي سنة مؤكدة، وليست فرضًا. وقد ثبت ذلك في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين” (رواه البخاري). يُفهم من ذلك أن صلاة تحية المسجد ليست واجبًا، لكن تركها يمكن أن يُعد تركًا لسنة مؤكدة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصلاة لا تكون إلا عند دخول المسجد في وقت غير وقت الصلاة المفروضة، فلا يُشرع أداء تحية المسجد إذا كان وقت الصلاة المفروضة قد دخل. في هذه الحالة، يُتجه مباشرة إلى أداء الصلاة المفروضة.
كيفية أداء صلاة تحية المسجد
صلاة تحية المسجد تتكون من ركعتين، وطريقتها مشابهة لصلاة النفل أو السنن الأخرى. وفيما يلي تفصيل لكيفية أداء هذه الصلاة:
1. النية:
كما هو الحال في جميع الصلوات، يجب على المسلم أن يكون لديه نية خالصة لأداء صلاة تحية المسجد. النية في الصلاة لا تحتاج إلى التحدث بها بل تكفي النية القلبية بأن يكون المسلم في قلبه قد عقد العزم على أداء هذه الصلاة ليتوجه إلى الله بها.
2. الاستقبال:
بعد الدخول إلى المسجد، يجب على المسلم أن يستقبل القبلة، حيث إن صلاة تحية المسجد جزء من صلوات النافلة التي تتطلب استقبال القبلة.
3. التكبير:
بعد الاستقرار في المكان، يجب على المسلم أن يُكبر تكبيرة الإحرام، كما يفعل في أي صلاة أخرى. ويستحب أن يكون التكبير ببطء وخشوع، مع التأكد من انشغال القلب بكلام الله في الصلاة.
4. قراءة الفاتحة:
في الركعة الأولى، يبدأ المسلم بقراءة سورة الفاتحة، كأي صلاة أخرى، ومن ثم يقرأ بعد الفاتحة سورة من سور القرآن الكريم. ولا يشترط قراءة سورة طويلة، بل يمكن قراءة أي سورة قصيرة، مثل سورة الإخلاص أو الكافرون.
5. الركوع والسجود:
بعد قراءة السورة، يقوم المسلم بالركوع ويقول “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات، ثم يرفع رأسه ويقول “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد”، ويقوم بعد ذلك بالسجود ويقول “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات. ثم يرفع رأسه من السجود ويجلس لفترة قصيرة قبل أن يسجد مرة أخرى.
6. الركعة الثانية:
بعد أداء الركعة الأولى من صلاة تحية المسجد، يُعيد المسلم الخطوات ذاتها في الركعة الثانية، بدءًا من قراءة سورة الفاتحة ثم السورة، الركوع، السجود، والتشهد.
7. التشهد والتسليم:
بعد إتمام السجدة الثانية في الركعة الثانية، يُجلس المسلم للتشهد، الذي يتمثل في قول: “أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”. بعدها، يُسلم المسلم إلى اليمين قائلاً: “السلام عليكم ورحمة الله”.
أوقات صلاة تحية المسجد
صلاة تحية المسجد تكون مشروعة في أي وقت يدخل فيه المسلم إلى المسجد، إلا في أوقات معينة قد نهى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وهي:
-
بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس.
-
بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
يُستثنى من ذلك إذا كان الشخص يدخل المسجد في وقت صلاة مفروضة، مثل دخول المسجد أثناء أداء صلاة المغرب أو العشاء. في هذه الحالة، يتم أداء الصلاة المفروضة مباشرة، ولا تُؤدى صلاة تحية المسجد.
فضائل وأهمية صلاة تحية المسجد
صلاة تحية المسجد لها العديد من الفضائل التي تعود على المسلم بالنفع في الدنيا والآخرة. من أبرز هذه الفضائل:
-
تقوية العلاقة مع الله:
تُعتبر صلاة تحية المسجد فرصة لتقوية العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، حيث يبادر المسلم بالصلاة في بيته. إنها فرصة للتفرغ لله تعالى وترك الانشغال بالعالم الخارجي. -
فتح أبواب البركة في اليوم:
كما أن أداء صلاة تحية المسجد يُحسن من بداية اليوم، ويُزيد من الأجر ويزيد من نور المسلم، فهو يقوي الصلة بالله. -
استجابة الدعاء:
يُعتقد أن المسجد هو مكان استجابة الدعاء، ولذلك فإن صلاة تحية المسجد تفتح المجال أمام المسلم للدعاء في هذا المكان المبارك. -
إزالة الذنوب:
صلاة تحية المسجد تعدّ من وسائل تطهير القلب والبدن، فهي تُزيل الذنوب والسيئات كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة. -
زيادة الحسنات:
تعتبر صلاة تحية المسجد إحدى الوسائل التي تقود إلى زيادة الحسنات وتكفير السيئات، فهي صلاة نافلة في وقت فراغ المسلم، وبالتالي لا تقتصر فائدتها على أداء الصلاة فقط، بل تعود على المسلم بالثواب الكبير.
خلاصة
صلاة تحية المسجد هي سنة نبوية عظيمة، تؤدى عند دخول المسلم المسجد، وتُعد بمثابة استجابة لنداء النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الصلاة تساهم في تقوية العلاقة مع الله، وفتح أبواب البركة، وزيادة الحسنات. من خلال أدائها، يُظهر المسلم احترامه للمسجد ويشعر بالقرب من الله.
